تحية كاريوكا النجمة التى جاهدت فى شبابها وزهدت فى اخرتها
كانت الفنانه تحية من افضل الفنانات فى جيلها وكانت
تتمتع بشهرة كبيرة جدا ولكن سخرت كل شهرتها واموالها من اجل الدفاع عن ارضها كانت
تمول الفدائيين وكانت تخفيهم عن اعين الاحتلال الانجليزى وكانت تنقل لهم السلاح
بسيارتها الخاصة كانت وطنية بدرجة عالية، وكان لها نشاط سياسي وثوري منذ عام 1948
بجانب مساعدتها الفدائيين، وتصبح صاحبة فضل كبير في تاريخ تغيير الأوضاع السياسية
في مصر.
ساعدت السادات في الهروب
كانت تحية تتحلى بالشجاعة والإيمان القوي متمنية تخليص بلدها من سطوة
الاحتلال، كما أنها شاركت فى المقاومة خلال العدوان الثلاثي عام 1956، وتم إلقاء
القبض عليها أكثر من مرة إلا أنها لم تستسلم قط وكانت تلك العقبات تكون بمثابة
دافع لها ، لعبت تحية دورا كبيرا مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث
قدمت له المساعدة من أجل الهروب من الاحتلال الإنجليزى، قبل الحرب العالمية
الثانية، عندما قامت بأخذه إلى الإسماعيلية حتى يختبئ عند إخوتها، وكان يعمل سائق
مع اخوتها هناك .
ثورة يوليوا 1952
بعد نجاح ثورة يوليوا لم تسكت تحية كاريوكا عن الكلام لانها كانت
محبه لبلدها بشكل خاص وقالت كلمه جعلتها تسجن 3 اشهر من قبل مجلس قيادة الثورة
عندما قالت مشينا فاروق واحد وجبنا 12 فاروق مكانه فحكم عليها بالسجن لمدة 3 اشهر
وخرجت من السجن حتى بعد ان تولى الرئيس السادات ..
فاكر يا ريس؟
ويذكر الرئيس الراحل أنور السادات تلك الذكريات عند تقديمه جائزة لها
في عيد الفن، وداعبها ليذكرها بموقفها، فصافحها وأشاد بوطنيتها وتاريخها النضالي
المشرف، وقال لها " فاكرة يا تحية لما خبتينى عند إخواتك فى الإسماعيلية لما
كنت هربان من السجن؟ فردت: إنت لسه فاكر يا ريس؟.. طبعًا دي أيام هيكتبها التاريخ
عمرى ما هنساها، مش عايزة حاجة؟ فيه حد مزعلك؟ لكِ أي طلب؟ اطلبي أي حاجة؟".
لم تكن تفكر بنفسهاوعندما طلبت مساعده كانت من اجل
الفنانه زينات صدقى والتى امر الرئيس السادات بصرف معاش استثنائى لزينات صدقى .
كاريوكا والشيخ الشعراوى
عندما اعتزلت الفنانه
تحية كاريوكا الفن وذهبت لاداء العمرة قابلت الشيخ الشعراوى هناك واستمرت على
تواصل مع الشيخ الشعراوى وتحضر دروسه باستمرار .
وتفرغت للعبادة تقرأ القرآن، وتذهب للحج والعمرة
وتستعد لمشوارها الأخير»
وكانت أول مرة تلتقى فيها كاريوكا بالشعراوى عندما كانت تؤدى العمرة، وكانت اعتزلت وارتدت الحجاب، وحين رأته فى الفندق الذى تنزل فيها نادته، ولكنه لم يسمعها بسبب الزحام، فنادت عليه عدة مرات وقالت له: "يا شيخ شعراوي، بُح صوتي وأنا أنادي" ، فقال لها: "معذرة.. لم أسمع"، وعرفته بنفسها ، فرد عليها الشيخ ضاحكاً :" لو عرفتك لاتجهت إليك "رأسا" لا "رقصا"، فضحك الحضور، ودعا لها الشيخ الشعراوى.
وكانت الفنانة تحية كاريوكا تلجأ للشيخ الشعراوي
في أواخر حياتها تستشيره وتسأله في أمور الدين.
كانت تعتبره أباها الروحى، وأنه تدخل لحل مشكلتها
مع زوجها فايز حلاوة ، بعد أن طلقها وطردها من شقتها، ودعاهما فى أحد الفنادق، وطلب
من حلاوة أن يدفع لها نصف مليون جنيه نفقة متعة، فنظر حلاوة لتحية وقال لها يعنى «سنة
المتعة تقف بكام»، فغضبت تحية وشعرت بالإهانة وقذفته فى وجهه بالطبق.
وقررت ان ترفع قضية عليه ولكن عادت وتراجعت عن القضية
عندما سالها الشيخ الشعراوى عن السبب قالت
الراقصة الانسانه
«الراجل متجوز ومعاه مراته وبنت هيروح بيهم فين، وأنا كبرت والشقة كبيرة عليا ومبسوطة فى الشقة اللى أنا فيها»، فلمعت عين الشيخ الشعراوى وبكى قائلا: «بدأت أغير منك يا تحية، لأن ربنا بنى لك قصور فى الجنة»
عطية الله
«وجدت أمام شقتها طفلة مولودة بدمها، فأخذتها
واعتنت بها واتصلت بالشيخ الشعراوى وأخبرته بأنها تريد أن تربيها فقال لها اكفليها
وسميها عطية الله، وهتكون مفتاحك للجنة».
«كانت تعشق هذه الطفلة وكانت مصدر سعادة لها،
وبعد دخولها الرعاية المركزة، طلبت ورقة وكتبت اسم فيفى عبده، وأوصت بأن تتولى رعاية
الطفلة بعد وفاتها».
ورغم مواردها الضعيفة كانت حريصة تعمل أكل وتقف
فى مدخل البيت توزعه على العمال والناس الغلابة، و«كان عندها رضا وزهد مالهوش حدود،
رغم إنها خسرت هدومها ومجوهراتها ولم تفكر الا فى رضاء الله
وكانت
تقول عن فلوسها التى جمعتها من الفن لو فيهم قرش واحد حرام ربنا كرمنى وخلصنى منه».
رحمة الله عليها
وصعدت روح تحية كاريوكا إلى بارئها فى 30 سبتمبر
عام 1999 بعد حياة حافلة بالفن والنضال والعذاب والمجد والشهرة والزهد والورع، وودعها
آلاف الغلابة والفقراء الذين أطعمتهم بالدموع والدعاء من مسجد السيدة نفيسة. هذه قصة الفنانه تحية كاريوكا التى لا
يعرفها الا القليل كانت راقصة ولكنها كانت انسانه محبه لبلدها مجاهده من اجل تحرير
وطنها زاهدة فى الدنيا من اجل خالقها رحمة الله عليها وغفر لها