مزاهر مصطفي
أكد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن / عبدالفتاح البرهان ، إن اولويات الحل السلمي للأزمة السودانية ، يتمثل فى تأكيد الإلتزام بإعلان "جدة" للمبادئ الإنسانية ، و وقف إطلاق النار ، و إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية ، وآن يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة ، تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الإنتقالية وإجراء الإنتخابات العامة
وتحدث البرهان ، أمام القمة غير العادية لرؤساء دول وحكومات الإيغاد التي إنعقدت بجيبوتي الأحد ١٠ ديسمبر ، وسط مشاركة إقليمية ودولية
إن توقيع إعلان "جدة "للمبادئ الإنسانية كان فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة سلمياً ، لو إلتزم المتمردون بما تم التوقيع عليه ، ولكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك إن التمرد لم يكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين
ونوه البرهان ، إلى الدور الذي تلعبه الإيقاد فى تحقيق السلام في السودان ، مؤكداً إن أبواب الحلول السلمية ، لم تغلق مرحبا بكل الجهود لوقف إراقة الدماء ، حسب مصادر الوطن
وفيما يلى نص خطاب
رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن / عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن ، أمام القمة الطارئة للإيقاد رقم (41) المنعقدة اليوم بجيبوتي:-
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة الأخ الرئيس / عمر إسماعيل قيلي ، رئيس جمهورية جيبوتي الشقيقة ، ورئيس الإيقاد
أصحاب الفخامة ، السادة رؤساء الدول والحكومات الأعضاء بمنظمة الإيقاد
صاحب السعادة د / وركيني قبيهو ، السكرتير التنفيذي لمنظمة الإيقاد
سعادة وزراء خارجية الدول الأعضاء ، السادة والسيدات أعضاء الوفود الموقرة
سيداتي وسادتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسمحوا لي في البداية أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير لصاحب الفخامة ، الرئيس / عمر إسماعيل قيلي ، ولحكومة وشعب جمهورية جيبوتي الشقيقة ، على الدعوة الكريمة لعقد هذه القمة بالغة الأهمية وإستضافتها ، ولما أحاطونا به من حفاوة لإستقبال وكرم الضيافة ،
شكرنا وتقديرنا للأخوة قادة الدول الأعضاء الذين حضروا لهذه القمة ، و ما يبدونه من إهتمام وتضامن مع السودان في أزمته الراهنة
التقدير والعرفان للسكرتارية ، لمثابرتهم وحرصهم على القيام بكل ما من شأنه إنجاح هذه القمة
أصحاب الفخامة والسعادة ، السيدات والسادة ، لا أشك أنكم تعلمون وتتابعون ، أبعاد الحرب المفروضة على بلادنا ، بعد تمرد قوات الدعم السريع على الدولة ، وتوجيه عدوانها الآثم إلى المواطنين العزل ، تقتيلاً وتطهيراً عرقياً وإغتصاباً ونهباً للممتلكات الخاصة ، وتدميراً وتخريباً للمؤسسات العامة ، والبنى التحتيه
لا أود أن أسرد تفاصيل الفظائع غير المسبوقة التي تورطت فيها المليشيات المتمردة ، فذلك قد رصدته ، ووثقته وأدانته المنظمات الدولية والحقوقية المعنية والأعلام العالمي ، وإن لمنظمتنا الإقليمية أن تحذو حذو تلك المنظمات الدولية ، مع إتطلاع قواتنا المسلحة بواجبها الدستوري والقانوني والإخلاقي ، في حماية البلاد وشعبها من تلك البربرية التي لم يعرفها تاريخنا المعاصر من قبل ، إلا أننا لم نغلق باب الحلول السلمية ، ورحبنا بكل جهد يؤدي لوقف إراقة الدماء وتدمير بلادنا ، وقد تعاملنا بإيجابية مع كل المساعي الصادقة من الإيقاد ، ودول الجوار ، ومنبر جدة
وفي هذا السياق كان توقيع إعلان "جدة" للمبادئ الإنسانية في 11 مايو 2023 ، فرصة حقيقية ومبكرة لإنهاء الأزمة سلمياً ، لو إلتزم المتمردون بما تم التوقيع عليه ، لكن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك إن التمرد ، لم يكن له أي إرادة سياسية لوقف حربه على الدولة والمواطنين
عكس ما يُلزم به إعلان "جدة " من إخلاء الأعيان المدنية ومساكن المواطنين ، توسعت المليشيات المتمردة في إحتلال المزيد من المرافق العامة والمستشفيات والجامعات ودور العبادة ومنازل المواطنين ، وتحويلها لثكنات عسكرية ومواقع للقناصة
في الواقع فقد وقعت أسوأ الفظائع بما في ذلك جرائم التطهير العرقي والمجازر الجماعية في دارفور بعد توقيع إعلان جدة ، وما أعقبه من هدن ، إستغلتها المليشيا لإعادة التموضع والتزود بالسلاح ، كما إعترف المتحدثون بإسمها
أصحاب الفخامة والسعادة ، السيدات والسادة
يقتضى واجب المسئولية الوطنية والجماعية ، أن أنبه إلى خطر التدخلات الخارجية في أزمتنا الحالية ، متمثلاً في تواصل إمدادات السلاح من داخل وخارج الإقليم بل ومن خارج القارة الإفريقية ، وكذلك إستمرار وصول المرتزقة من بعض دول جوارنا القريب والبعيد ، مما يؤدى إلى إطالة أمد الحرب وإرتكاب المزيد من الفظائع خاصة التطهير العرقي ، وجرائم الإعتداء الجنسي ، وتدمير المنشآت وتهجير المواطنين
أصحاب الفخامة والسعادة ، السيدات
والسادة
رغم كل ما ذكرته ، فإنني ومن واقع حرصنا على السلام وحقن الدماء ، وإيقاف التدمير الممنهج الذي تتعرض له بلادنا ، أجدد إستعدادنا للتوصل لحل سلمى للأزمة ، ونقلت ذلك للأشقاء ، قادة دول "إيقاد" التي تشرفت بزيارتها مؤخراً ، وتتمثل أوليات الحل السلمى في تقديرنا في الآتى :
أولاً : تأكيد الإلتزام بإعلان "جدة" للمبادئ الإنسانية ، بإخلاء الأعيان المدنية وبيوت المواطنين بشكل كامل
ثانياً : وقف إطلاق النار وتجميع القوات المتمردة في مناطق يتفق عليها
ثالثاً : إزالة كل ما يعيق تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة ، لكل المحتاجين إليها وتشجيع المتضررين من الحرب للعودة لمناطقهم ، وتقديم المساعدات اللازمة وفق الإتفاق المبرم في "جدة" ، بتاريخ 04 نوفمبر 2023م الماضي مع إعادة المنهوبات للمواطنين
رابعاً : يعقب ذلك إطلاق عملية سياسية شاملة ، تستند إلى إرادة وطنية خالصة ، للتوصل لتوافق وطني حول إدارة الفترة الإنتقالية ، وإجراء الإنتخابات العامة ، ولتحقيق تلك الغايات لا بد من الإلتزام بالمبادئ الآتية :
1.حماية سيادة السودان وإستغلاله ووحدة أراضيه وشعبه ، ورفض جميع التدخلات الأجنبية في شئون البلاد الداخلية
2.إن قضية وجود جيش وطني واحد ، يحتكر إستخدام القوة العسكرية ، هي مسألة لا تنازل عنها ولا تهاون فيها ، لأن ذلك هو ضمان أساسي للإستقرار والسلم ، ليس في السودان وحسب إنما في كل الإقاليم
3.لا بد من التأكيد على أن حمل السلاح وشن الحرب على الدولة ، لا يمكن أن يكون وسيلة للحصول على إمتيازات سياسية غير مستحقة ، وإن الوصول إلى السلطة لا يتم إلا عن طريق الإنتخابات
4.إن أعمال مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب على الفظائع غير المسبوقة من المتمردين ، هو السبيل الوحيد لعدم تكرارها ، وتحقيق العدالة ورتق النسيج الإجتماعي والإستقرار
وقناعتنا التامة أن "إيقاد" يمكن أن تلعب دوراً أساسياً في كل ذلك ، بإعتبارها المنظمة الأقرب لفهم واقع السودان ، وحقيقة ما يجرى حالياً ، ولدورها التأريخي في تحقيق السلام في السودان ، وأتطلع أن تخرج هذه القمة بقرارات وتوصيات تعين على الوصول لهذا الهدف
ختاماً :
إنابة عن الشعب السوداني ، أشكر كل من قدم الدعم والمساندة لضحايا التمرد داخل وخارج السودان ، من دول وحكومات ومنظمات وأرجو أن تستمر جهودهم في ذلك ، أشكركم لحسن إستماعكم ، وتقبلوا خالص تقديري وإحترامي .