بقلم - أشرف الجبالي
كشف فيروس كورونا عن أزمة إنسانية تخص قيمة العلم في الحياة ، فقد انشغل الناس على كوكب الأرض بمباريات كرة القدم ونتائج الأوسكار والسياحة وافلام هوليود واستخدام التكنولوجيا في الترفيه وتجاهلوا تماما الدور الذي يجب أن يقوم به العلماء في كافة التخصصات ولا سيما الطب والبحث العلمي في تحسين شروط الحياة على وجه الارض حتى وصلنا إلى مرحلة تهدد الحضارة الإنسانية بالانهيار التام لو استمر هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة في حصد أرواح الأبرياء وايا ما كان ملابسات وأسباب ظهور فيروس كورونا فإننا يجب أن نتوقف بجدية أمام هذا التهديد غير المسبوق في تاريخ البشرية ، فقد كانت الأوبئة والأمراض من قبل محدودة التأثير في نطاق جغرافي معين مثل الوباء الذي أصاب اسبانيا من قبل وهو ما يسمى بالانفلونزا الاسبانية او في شرق آسيا أو حتى وباء الكوليرا في مصر أوائل القرن العشرين ، كل هذه الأوبئة كانت محدودة التأثير أما كورونا فهو وباء عالمي بإمتياز أدى إلى حالة هلع وخوف غير مسبوقة عند كل سكان الأرض حيث يلتزم أكثر من ٣ مليار انسان الآن بيوتهم مع شلل شبه تام للاقتصاد الدولي والعالمي وخسائر بالجملة للشركات وتدهور رهيب في دخل الفقراء في العالم والأمر مرشح لكوارث اقتصادية أكبر في الأسابيع القادمة .
من جهة أخرى هناك محاولات حثيثة ومستمرة ودائمة لاختراع علاج لفيروس كورونا في فرنسا واستراليا وأمريكا والصين ولدينا مؤشرات إيجابية في هذا الاتجاه ونتمنى أن تكلل بالنجاح في أقرب وأسرع وقت ممكن ، ولكن بعد أن تهدأ العاصفة يجب أن يكون للعالم وقفة جادة ومسؤولة وخاصة أوروبا وامريكا تجاه العبث بمنجزات العلم فمن غير المقبول أن نضع مستقبل الجنس البشري في يد مجموعة باحثين لا ضمير لهم قد يسعون لتخليق فيروسات أخرى أكثر خطورة واشد فتكا، وعلينا في مصر على الأقل أن نهتم بتطوير منظومة الصحة وزيادة المستشفيات الحكومية والأسرة والغرف وان نرفع ميزانية البحث العلمي فمصر لديها من الكوادر العلمية ما يؤهلها لأن تصبح ذات شأن في هذا الموضوع ، إننا في أزمة لن يحلها العلم وحده وعلينا أن نتعلق بمسبب الأسباب ونتضرع إلى الله سبحانه و تعالى أن يرفع عنا الوباء والبلاء وان يعاملنا بالفضل لا بالعدل وان يجعل لنا من هذه الأزمة مخرجا انه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير